في بداية عام 1984 تم عقد اجتماع مركزي في دمشق ، وأجرى القائد في حينها تحليلات عميقة وشاملة وقوية في هذا الاجتماع حول الاشتراكية المشيدة، وكذلك حول وضع تركيا وأجرى تقييماً وتحليلاً وافياً على إدارة الحزب وكذلك حول وضع الحزب الديمقراطي الكردستاني وعلاقتنا به ومشاكل الكوادر، وحول التكتيكات المستقبلية التي نريد أن نقوم بها. وحول الكوادر الذين انحرفوا عن نهج الحزب وساروا في نهج التصفية. قام القائد بتحليل كل هذه الأمور حتى شملت هذه التحليلات حوالي 800 صفحة. وأقترحت فاطمة "كسيرة يلدرم" أن تُنشر هذه التحليلات والتقييمات على شكل كتاب ليتم توزيعه بين الكوادروالإطلاع عليه. ولكنها لم تقم بها، حيث أجّلت عدة مرات وفي النهاية لم يتم تجميع هذه النقاشات في كتاب خاص به.
في هذا الاجتماع وقف القائد على أوضاع الرفاق المركزيين واحدا واحدا، وقام بتوجيه النقد إليهم وتحليل شخصياتهم. وكما قام بنقد المركز بشكل عام. من خلال هذا النقد أراد أن يجعل من مركز الحزب مركزاً قوياً قادراً على تحمل أعباء المرحلة القادمة وقادراً على قيادة مسار الثورة بشكل سليم وناجح. في تلك الفترة اتضح من سوف يأخذ مكانه ضمن المركز الجديد. أي أن المركز اكتسب رسميته، ولكنه كان بعيد عن تمثيل مهام المركز بشكل سليم. وعلى هذا الأساس قام القائد بنقد الجوانب الضعيفة والسلبية لجميع الرفاق، لينير لهم سبل التخلص من هذه النواقص، وقام بتوجيه نقد كبير لهؤلاء الذين وقعوا في وضع بسيط تجاه ما قام به سمير في أوربا من ممارسات بعيدة عن نهج الحزب وأعمال تصفوية وخاصة ممن كانوا في حينها ضمن إدارة الحزب في أوروربا والذين لم يقوموا بنضال فعال ضد نشاطات سميرالتصفوية.
لقد أنقذ القائد هذه الفعاليات من خلال تفعيل دورالكوادر والشعب، أي إن إدارة أوربا لم تقم بأي دور فعّال تجاه الممارسات التصفوية لسمير. لذا تم نقد إدارة الحزب في اوروبا بشدة. وكما أجريت تحليلات إنتقادية بصدد فعاليات الادارة في ساحة الوطن وخاصة حول علاقتنا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وحول التكتيك المتبع هناك.وتم تحليل وتقييم الاشتراكية المشيدة ووضع الأحزاب الشيوعية في هذا الاجتماع وخلاصة التحليل تفيد بأن هذه الأحزاب لم تعد الشيوعية و من الضروري أن تقوم بإعادة تنظيم نفسها من جديد أو أن تقوم بحل نفسها. وتم نقد الاشتراكية المشيّدة في الكثير من النواحي. هذا الاجتماع كانت بمثابة توضيح لنهج المؤتمر الثالث وتمهيد له. لهذا يعتبر اجتماعا مركزياً مهماً في تاريخ حركتنا وتجييشنا وتحزبنا. ولدى قيامنا بنشر مضمون وجوهر النقاشات التي جرت ضمن هذا الإجتماع من خلال بيان للرأي العام العالمي، هاجمتنا معظم الأحزاب الشيوعية الموجودة حينها، وقالوا " :بان حزب العمال الكردستاني يقف بالضد من الاشتراكية" ، لماذا؟ لان البيان الختامي كان يضم وبشكل واضح وصريح نقد الأحزاب الشيوعية والاشتراكية المشيدة، لهذا قاموا بمهاجمة الحركة وقالوا بان هؤلاء ضد الاشتراكية. أي أنهم كانوا يريدون أن يقوموا بممارسة حرب إيديولوجية ضد ب ك ك. حتى ذاك الوقت لم يتجرأ احد من قوى اليسار بنقد الحركة الشيوعية وتبعيتها المطلقة للإتحاد السوفييتي وممارسات الإشتراكية المشيدة، والتحليلات التي قام بها القائد في ذلك الاجتماع عام 1984 دخلت التنفيذ عام 1989 وتحققت في عام 1990.
قمنا بعقد عدد من الاجتماعات على أساس ذالك الاجتماع ولكن القائد رأى بان الخطوات الواجبة القيام بها تتأخر فقام بنقد ذلك، وقام بإرسال تعليمات من اجل معرفة سبب تأخر الحملة الواجبة القيام بها مع الرفاق. حينها قمنا بعقد اجتماع وقد حضره ستة من الرفاق المركزين واتخذنا القرار وفق التعليمات التي وصلتنا. لقد استلمنا التعليمات في شهر حزيران كان من المقرر أن نقوم بالحملة" حملة الإعلان عن قوات تحرير كردستان" في الرابع عشر من شهر تموز، التزاما بذكرى رفاق المقاومة " الذين أعلنوا الاضراب عن الطعام حتى الموت بتاريخ 14 تموز في سجن ديار بكر العسكري" ولكن لنقص الجاهزية وضيق الوقت اخذ القرار بان تكون الحملة في الخامس عشر من آب. على أن نقوم بالهجوم على ثلاث مناطق في آن واحد وتم تحديد المناطق على أن تكون كل من المدن التالية: "شمدينلي - أروه وجتاق" وأن نستولي على جميع هذه المدن، كان المخطط بهذا الشكل وتم التحضير على هذا الأساس. كان من المخطط أن يتم الإعلان عن HRK و ERNK من خلال حملة الخامس عشر من آب. لقد تم تهيئة جميع الاحتياجات العسكرية و تم تشكيل بعض اللافتات من اجل تعليقها في المدن التي سندخلها. وكما تم كتابة بلاغ عن إعلان HRK . لقد تم إرسال أحد الرفاق من اجل أن يقوم بإبلاغ الرفيق عكيد بذلك، لأنه لم يكن حاضراً في الاجتماع لكونه كان في منطقة بوطان، ولأنه هو الذي سيقوم بإدارة هذه العملية في ارض الواقع لابد من تبليغه بتفاصيل العملية. وإن الرفيق علي والرفيق عمر سوف يقومون بإدارة العملية في منطقة شمدينلي وترزي على منطقة جتاق وفي منطقة أروه الرفيق اردال سيقوم بإدارة العملية. والرفيق عكيد سوف يقوم بإدارة هذه العمليات جميعها من الناحية العملية، وتم إرسال كل التعليمات واللافتات والبيانات. وكيفية تنظيم الوحدات العسكرية.ولم يفصح عنها حتى الخامس عشر من آب. أي لم يعلم احد بذلك حفاظاً على سرية العملية والحملة. حيث كان من الواجب التحرك بسرية تامة حتى تنفيذ العملية لضمان نجاحها والتقليل من الخسائر التي قد تنجم عنها. كان على الكل التقيد بالسرية ، وعدد قليل جداً كان له علم بهذا المخطط، الرفاق كانوا يعلمون بأنه سوف يحدث شي ولكنهم لا يعرفون متى وكيف وأين، بهذا الشكل تم الحفاظ على سرية العملية حتى يوم العملية. ولكننا لم نستطع القيام بمخططات عملية في فترة ما بعد العملية حيث كنا نتوقع أن تقوم الدولة التركية بهجوم عنيف وأتخذنا الحيطة كي لانتلقى الضربات حيث مازالت الحركة في بدايتها واتخذنا تكتيك الدفاع أساسا لنا.
لقد أراد القائد القيام بحملة التحزب الثانية من خلال هذه الحملة. حملة الخامس عشر من آب كانت حملة التحزب وحملة التجييش. أي أن كل من التجييش والتحزب سوف يكملان بعضهما الآخر، حملة الخامس عشر من آب كانت حملة كبيرة وتاريخية . لكنها كانت متأخرة ولم تكن قد وصلت إلى هدفها وفق مخطط القائد ولكن رغم ذلك كانت حملة تاريخية في تاريخ الحركة وتاريخ الشعب الكردستاني. لوكنا قادرين على تطوير هذه الحملة وفق ما تم التخطيط لها من قِبَلْ القائد، لغيّرت مسار تاريخ وقدر الشعب الكردي . هذه الحملة تطورت بالاعتماد على المقاومة التي تمت في سجن آمد، ونتيجة للنضال الناجح الذي قام به القائد في الشر ق الأوسط. تطورت على أساس شهادة كل من الرفاق: كمال بير ومحمد خيري دورمش ومظلوم دوغان.
أراد الحزب إحياء هؤلاء الشهداء من خلال هذه الحملة. إنهم قاموا برفاقية عظيمة وكبيرة من اجل أن يقوم القائد بنضاله في الشرق الأوسط. القائد كان قد كسب القوة من اجل النضال ضد الالتجاء والتصفية في الشرق الأوسط وكسب النتائج ضدها وكان من الواجب على القائد أن يقوم بواجباته تجاه رفاقه من تلك الناحية. في حملة الخامس عشر من آب قام القائد بإتخاذ المقاومة التي تمت في سجن آمد أساسا له، على هذا الأساس قام ببذل جميع جهوده وهيأ كل شيء من اجل القيام بهذه الحملة. والرفيق عكيد له جهود مباشرة في إنجاح هذه العملية، لكونه كان المشرف المباشر على هذه العملية وكونه كان المسؤول المباشرعلى سرية أروه. دور الرفيق عكيد كان أساسيا في هذه العملية من ناحية التخطيط والتطبيق والتحضير. كان مع الرفيق عكيد، الرفيق مصطفى يوندم، مود سودات، وعلي صاحب النظارات، والرفيق عمر. انهم جميعا كان لهم جهود وتضحيات جسيمة، لذا يجب علينا أن لا نتجاهل او ننساهم أبدا وإلى جانب من قام بالنضال والعمل لإنجاح حملة الخامس عشر من آب، كان هناك من حاول الوقوف أمام هذه الحملة ومحاولة إفشالها أيضاَ. وأحد هؤلاء هو سمير سليمان، عندما توجهت الحركة بأنظارها إلى منطقة بوطان، قال سمير في حينها: "إن هذه الخطوة هي خطوة نحو الموت، ومن يذهب الى منطقتي بوطان وهكاري يذهب الى الموت" وكان يدعي بأنه: لا يوجد لدينا علاقات في منطقة بوطان كيف لنا أن نقوم بالتمركز هناك والقيام بتطوير الكريلا وأن مجموعة علي عسكر ذهبوا من قبلنا الى هناك وتم تصفيتهم جميعاً وهذه ستكون نهايتنا أيضاً إن ذهبنا إلى هناك كان يريد أن ينال من عزيمة وارادة الرفاق بقوله هذا.إلا أن إرادة الرفاق والجهود المبذولة من القائد أفشلت مساعيهم. إلى جانب أنه كانت لفاطمة "كسيرة يلدرم " آراء مشابهة وكانت تتصرف كي تشغل الرفاق بنفسها وتحاول التأثير على إرادة الرفاق سلباً لإفشال هذه الحملة، وكانت تتصرف لتؤثر بشكل خاص على الرفيق عباس لأنه كان المسئول الأول في حينها وخاصة أن الرفيق عكيد كان في بوطان بعيد عن الوصول إليه.الأمر الذي دفع بالرفيق عباس بأن يرسل رسالة إلى القائد يوضح فيها ممارسات فاطمة التخريبية، وأنها تؤثر على سير النضال هنا. وعلى اثر ها قام القائد بسحب فاطمة من تلك الساحة.
في هذه الحملة لم يقم جمال الخياط بدوره في عملية جتاق ولم تتم العملية أصلاً. وعندما تم سؤاله عن سبب ذلك، تحجج بتأخر وصول التعليمات إليه وانه قام بالتحضيرات وتحركوا لكنهم وصلوا متأخرين، لهذا لم يتم القيام بالعملية ، الحقيقة انه لم يكن يريد القيام بذلك لهذا لم يتم القيام بالعملية. لان خبر القيام بالعملية وصلت الى الجميع في وقته، وكان هناك الوقت الكافي من اجل إكمال التحضيرات. وإننا قمنا بتعين الخامس عشر من آب لهذا السبب، أي من اجل توفير الوقت الكافي لإنهاء كافة التحضيرات من دون نواقص لإنجاح هذه الحملة، وضعنا نصب أعيننا أن تنجح هذه العملية ولو تأخرت قليلا. لان العملية كان من المفروض القيام بها في الرابع عشر من تموز.وتم فتح تحقيق حول هذا الموضوع،إلا أنه وبسبب الظروف لم يتم تعميق التحقيق وتم قبول تقريره المقدم الى لجنة التحقيق.
لم يكن يخطر ببال أحد أن تقوم حزب العمال الكردستاني بحركة كهذه لذلك كانت مفاجئة للجميع. وخاصة الدولة التركية لم تكن تتوقع ذلك وكذلك شعبنا لم يكن يصدقون ذلك,وتفاجأ جميع الأحزاب الكردستانية المتواجدة في حينها وحتى الحزب الديمقراطي الكردستاني ايضا تفاجأ به، والأكثر من ذلك أن البعض من رفاقنا لم يكن يتوقعون أن تقوم الحركة بمثل هذه الحملة التاريخية في هذه الظروف.كان يتوقع الحزب الديمقراطي الكردستاني أن نقوم بإبلاغهم عن كل تحركاتنا وأننا سوف لن نقوم بعمل دون علمهم وخاصة أننا كنا متمركزين في مناطق تواجدهم وكان لنا معهم معاهدات وإتفاقيات.
الدولة التركية ظنت أن هذه هي ثورة شعبية وعلى هذا الأساس قامت بأخذ التدابير الدفاعية لفترة إلا أن أدركت بأنها ليست ثورة شعبية وإنما هي تطور حركة كريلا ضدها " حرب العصابات"، فهمت هذا الوضع متأخرة. والحزب الديمقراطي الكردستاني انزعج من هذا الوضع، أي قيامنا بتطوير حركة بهذا الشكل في الشمال من دون علمهم.كان مقرهم الرئيسي في روجان في ذلك الوقت، لقد قام كل من ادريس ومسعود وعلي عبد الله بطلبي، في البداية قالوا: "لماذ لم تبلغوننا بمثل هذا العمل"؟ كان من الواجب عليكم إن تقوموا باعلامنا بالعملية حسب الاتفاق المبرم بيننا، لوقمتم باعلامنا ربما قلنا لكم شيئا بهذا الخصوص اوحتى ربما كنا قدمنا لكم المساعدة. بالطبع كان يتضح من خلال هذا الحديث انه هناك انزعاج من هذا الموضوع بالنسبة لهم، وانهم غير مرتاحين لهذا الوضع، لقد حدث حديث حاد بيننا في روجان لانه وفق اعتقادهم كان من الواجب علينا الا نقوم بهذه الحملة من دون اعلامهم. وحتى انهم كانوا يقومون بتنبيهنا بشكل لين، لانهم لم يكن يعرفون ما ننوي القيام به بعد هذه الحملة. وهذا الحديث كان بمثابة تنبيه كي لانقوم باشياء اخرى من دون علمهم، وان قمنا بذلك لن يقبلوا هذا وانهم سوف يقومون بفسخ الاتفاق الموجود بيننا. انهم كانوا يقومون بتهديدنا بشكل واضح وعلني، و تقربهم كان على هذا الاساس هذا التصرف منهم ادى الى إن يأخذ نقاشنا طابعه الحاد.
بعد هذا الاجتماع قام الحزب الديمقراطي الكردستاني بدعوة جميع مؤيده في الشمال الى روجان وعقدوا لهم اجتماعا، وإن الذين حضروا الاجتماع عند رجوعهم الى الشمال حملوا السلاح مع العدو. إن تطور المرتزقة" حماة القرى" في الشمال كان لهم دور في ذلك. إلى جانب البعض من نواقصنا التي أستفاد منها العدو. ماهي نواقصنا؟ قمنا بالنضال التنظيمي ضمن الشعب حتى الخامس عشر من آب، وحققنا أملا بالخلاص من الفاشية التركية لدى عامة الشعب، وبعد قيامنا بالكفاح المسلح في الخامس عشر من آب عام 1984 صعد العديد من أبناء الشعب الكردي الى الجبال للقتال بجانبنا ضد العدو ولكن لم نكن جاهزين لمثل هذا الوضع ولم نكن نتوقع هذا الحدث. لهذا طلبنا منهم العودة الى بيوتهم وأننا سنقوم بعقد علاقات معهم في وقت لاحق. هؤلاء الاشخاص الذين صعدوا الجبال من اجل القتال وقمنا بارجاعهم قام العدو بالقاء القبض عليهم بحجة أنهم ناصروا حركة العمال الكردستاني وفرضوا عليهم إما الموت أو حمل السلاح وحماية قراهم من العمال الكردستاني وبهذا الشكل تم تطوير نظام حماة القرى ومعظم علاقاتنا السابقة حملوا سلاح العدو تحت الضغط والإجبار فالموقع الذي لم تملأه يقوم العدو بإستغلاله وإملائه ضدك.
إن كل من الحركات الكردية واليسارية التركية لم تتوقع أن نقوم في هذه الظروف بحملة بهذا الشكل. إنهم تأخروا في فهم من قام بهذه الحملة، بعضهم كان يقول إن الأشقياء" العصاة" هم الذين قاموا بهذه الحملة وبعضهم الآخر كان يقول بان الحزب الديمقراطي الكردستاني قام به. لم يكن يتوقعون قيامنا بهذه الحملة. حتى شعبنا ايضا لم يكن يتوقع إن نقوم بهذه الحملة ضمن هذه الظروف، وإن رفاقنا في الجبال ربما كانوا على علم بأننا سوف نقوم ببعض الأشياء، ولكن رفاقنا في السجون وفي المناطق الأخرى لم يكن يعرفون بأننا سوف نقوم بهذه الحملة. لقد تأخر الجميع في معرفة قيامنا بهذه العملية. وأنه مرحلة جديدة من نضالنا قد بدأت وهذه هي إحدى خواص هذه الحركة وهذا التنظيم. فحزب العمال الكردستاني يقوم بخلق اشياء لايتوقع احد حدوثها.
في حملة الخامس عشر من آب تمت عمليتي أروه وشمدينلي بنجاح، و عملية جتاق لم تتم للأسباب التي قمنا بذكرها سابقا. وإن العملية الأكثر نجاحا كانت عملية أروه، الرفيق عكيد سيطر على أروه من جميع النواحي خلال فترة قصيرة جدا. كانت عملية ناجحة وتمت من دون أية خسائر. ساهمت في رفع معنويات الكوادر والشعب معاً إن عدم قيام بالاستفادة من هذا الوضع وعدم الاستفادة من مكتسبات العملية هذه وإستفادة العدو منها تعتبر خطأً فادحاً من أخطاء الإدارة العملية " قيادتنا التكتيكية"
كان من الصعب الحصول على امكانيات بهذا الشكل، إن قمنا بالنضال لعدة اعوام ربما لم نستطيع خلق هذه النتائج. لقد تم الحصول والوصول الى هذه النتائج عن طريق عمليتي اروه وشمدينلي. لوقمنا بتنظيم هذه الجماهير الملتحقة بنا في حرب الكريلا لأستطعنا توسيع صفوف الأنصار بشكل واسع،
بالطبع إن الذي ينتظر الفرص لا يستطيع إن يقوم بعمليات وتنظيمات، يجب إن تقوم بخلق الفرص بنفسك، إلا أنه هناك شي اخر مهم ايضا الا وهو، الاستفادة من الفرص التي تقوم بخلقها او التي يقوم العدو بخلقها بشكل كامل، إن لم تقم بالاستفادة من الفرص المتحققة وجعلها في خدمة الحركة والشعب حينها سيستفيد منها العدو وسيواجهك به، نحن في حملتنا هذه خلقنا فرصة كبيرة جداً دون أن نتمكن الإستفادة منها وأستخدمها العدو ضدنا ومازلنا نعاني منها.
لقد تطورت حملة الخامس عشر من آب في ظروف الاستعمار الفاشي نظام الثاني عشر من أيلول. هذا النظام كان قد تلقى ضربة من سجن امد. هناك قامت حركتنا ورفاقنا بالحاق هزيمة بالاستعمار التركي نتيجة المقاومة التي قاموا بها في سجن امد. إن الرفاق قاموا من خلال المقاومة التي أبدوها في سجونهم بالسير بهذا النظام نحو الهزيمة، وجاءت عملية الخامس عشر من آب لتفضح النظام وتضربه الضربة المميتة. إن حملة الخامس عشر من آب كانت السبب لان يقوم النظام بتغيير موقفه بشكل سريع. لقد قمنا بتقديم حرب من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة . حملة الخامس عشر من آب تعني هذا بالكامل. الخامس عشر من آب فتحت طريق العدالة والديمقراطية والحرية في كل من كردستان وتركيا. إن حملة الخامس عشر من آب قامت بايقاف عمليات التعذيب. واوقفت عمليات الاعدام، وفتحت أبواب السجون المغلقة. وصول كل من سليمان ديميرال واجويد الى الحكم كان نتيجة هذه، انهم مدينون للقائد آبو. لولا هذه الحملة لما خرج احد منهم من السجون وربما كانوا قد ماتوا في السجون.بعد قفزة الخامس عشر من آب قاموا بفتح مكاتب جميع الأحزاب التي أغلقوها بعد إنقلاب 12 أيلول الفاشي، محاولة منهم لمنع تأثير هذه الحملة على المجتمع التركي. ولكي لا يقوم الشعب التركي والديمقراطيين والثوريين الاتراك بالتوحد مع الشعب الكردي وب ك ك، لان بتوحدهم ينتهي هذا النظام. لذا من اجل استمرارية النظام من الواجب عليها أن تقوم بحماية الجبهة التركية لصالحها. من اجل أن الحفاظ على قدرتها في مواجهة الشعب الكردي وحركة تحرره حزب العمال الكردستاني . لهذا قامت بسرعة بفتح جميع المكاتب والمنظمات والمؤسسات والأحزاب التي قام أغلقوها سابقاً. وتم الافراج عن السجناء لكسب تعاطف الجماهير التركية والحفاظ على وحدة صفوف المجتمع ضد الحركة التحررية. لانهم ان لم يقوموا بهذا فان حملة الخامس عشر من آب كانت سوف تتحول الى حركة من اجل الشعب التركي ايضا. حينها كان سيصعب على النظام الفاشي الإستعماري الحفاظ على إستمراريته بسهولة في ظل الظلم والتعذيب والاعتقال المنتشر بشكل واسع في كل مكان في تركيا. حيث معظم القوى الديمقراطية والاشتراكية معتقلة، ويتم تصفيتهم يومياً ولم يكن هناك أي أمل في الخلاص، الجميع كانوا يقولون" أن كل شي انتهى"، إن النظام الفاشي كان يقترب خطوة بخطوة من هدفه، لم يكن احد يتوقع ان يقوم احد ويقول قف وكفى لهذا النظام، وإن يتم القضاء على هذا النظام. لهذا تطور الياس وتحطمت المعنويات، الجميع كانوا يفتقدون الى الامل، والتصفية كانت تتطور بشكل قوي جدا. حملة الخامس عشر من آب قامت بالوقوف في وجه التصفية، واصبحت املا للجماهيربالخلاص وسنداً للقوى الديمقراطية واليسارية و قوة للجميع. انها لم تقم فقط بايقاف التعذيب والاعدام والإفراج عن السجناء بل اصبحت املا من اجل الجميع، املا من اجل الحرية والديمقراطية والتحرر.
حملة الخامس عشر من آب ليست حركة عسكرية فقط، علينا فهم هذه الحركة جيداً وبشكل صحيح فهي حركة إيديولوجية أولاً ومن ثم هي حركة عسكرية هذه الحملة لها جوانب سياسية وتنظيمية وثقافية وأخلاقية ومن ثم لها جانب عسكري. إن حملة الخامس عشر من آب هي حملة اعادة بناء الشعب من جميع النواحي. هي حملة إستعادة مافقده الشعب من قيم من جديد ، فهي حملة بناء الشعب والوطن من جديد. انها حملة من اجل انشاء الانسانية في كردستان. انها حلمة من اجل انشاء العدالة والديمقراطية والحرية في كردستان. إن حملة الخامس عشر من آب هي حملة محاسبة كبيرة من النظام والاستعمار. حملة من اجل تصحيح مسار التاريخ. إن حملة الخامس عشر من آب هي من اجل الاعلان بشكل واضح وصريح عن قطع العلاقة مع الاستعمار نهائياً. انها الاعلان عن "اما العيش بحرية اوالموت. "إن حملة الخامس عشر من آب تعني خلق ثقافة جديدة واخلاق جديدة وحياة جديدة ومجتمع جديد وشخصية جديدة وقيادة جديدة في كردستان. والقيام بخلق مجتمع جديد على هذا الاساس ولاول مرة يقوم الشعب الكردي بارادته وقوته الذاتية بتنظيم نفسه و تعين وتحديد هدفه ويعلن عن نفسه ووجود من خلال عملياته. إن هذه الحملة كانت خطوة جديدة ولذا كانت خطوة مهمة. لقد قام البعض بتسميتها على انها الطلقة الاولى،وقال آخرون بأنها رفض العبودية، وقال آخرون بأنها إنبعاث الكرد ووضع كل الامكانيات من اجل الحرية، لقد قاموا بتسميتها باسماء كثيرة، انها اسماء صحيحة.
إن حملة الخامس عشر من آب كانت اعلانا عن الكريلا " حركة الأنصار"، وكانت تملك امكانيات كبيرة جدا للنصر، وإن تم التخطيط لنهايتها بشكل جيد كانت ستؤدي الى تطور الكريلا بشكل عام وكانت سوف تنتصر. انها كانت تملك امكانيات كبيرة من هذه الناحية. ورغم قيامنا بهذه الخطوة وبإصرار من القيادة الأستراتيجية للحزب إلا أن الادارة العملية"الادارة التكتيكية" لم تقم بهذه الخطوة عن ايمان وثقة منها، فرغم أن هذه الخطوة كانت تستهدف توسيع الانصار وتوسيع مساحة الحرب إلا أن الادارة العملية لم تراها كذلك ولم تقم بتطوير الكريلا، لهذا لم تلعب دورها الاساسي، وتم التراجع عن التحول إلى جيش الأنصاروالأكتفاء بالدعاية المسلحة. لهذا تم القيام بخطوة عكسية بعد الخامس عشر من آب. الادارة العملية لم تحقق تطوير الكريلا، ولم تستطع الإستفادة من الفرص المتحققة من هذه العملية ودخلت في موقف الدفاع تحسبا لهجمات العدو وبذلك تم ضياع فرص ذهبية لاتعوض وعاشت قيادتنا العملية حالة الغفلة.وذلك نتيجة عدم إستيعابنا لتحليلات قيادة الحزب الإسترتيجية بشكل عميق. إن كنا قد قمنا باخذ الخط الذي رسمه لنا القائد اساسا ونؤمن بها وتحركنا وفقها، لقمنا بالتخطيط من اجل نهاية الحملة، ودخلنا وضعية الهجوم بدلا من وضعية الدفاع. لكوننا نحن من قام بالهجوم أولاً وكنا نملك المبادرة ثانياً ونحن الذين من قاموا بضرب الضربة كان من الواجب علينا أن نقوم بالمتابعة . كان من الواجب علينا أن لا نترك العدو يقوم بجمع أشلائه، إن أستفدنا من عدم جاهزية العدو كنا ألحقنا بهم ضربات قوية جدا ومميتة. لهذا فإن الفرص التي خلقناهابأنفسنا بقيت من دون أن تستفيد منها الحركة. وعلى اثرها قام العدو بلم شمله وبدأ بالهجوم على الحركة. وحققنا بأنفسنا فرصة الهجوم للعدو بعد تراجعنا ودخولنا في وضع الدفاع.
إن الإعلان عن حملة الخامس عشر من آب هي الإعلان عن قوات تحرير كردستان. و تعني الإعلان عن حرب مسلحة ضد العدو، لم نعلن عن حرب مسلحة بشكل رسمي حتى ذلك الوقت، رغم قيامنا ببعض العمليات العسكرية ولكننا لم نقم بالإعلان عن حرب مسلحة بشكل رسمي ضد النظام وضد الدولة.وهكذا جاءت الخامس عشر من آب ليتم الإعلان بشكل رسمي عن إعلان حرب مسلحة تخوضها الأنصار " الكريللا" بقيادة حزب العمال الكردستاني ضد الدولة التركية والجونتا العسكرية.