الكردية  |  التركية  |  الألمانية  |  الإنكليزية 
 
 

sehit xaneالاسم والكنية: شيرين عيسى

الاسم الحركي: خانه

تاريخ الالتحاق: 1995

تاريخ الاستشهاد: 25-11-1999 كارى

حينما رحلت الشمس وتركت لنا أذيالها، بدء شبح الليل رويدا- رويدا يتسلل مع أصوات البوم ونقيق الضفادع وعواء الذئاب ونباح الكلاب. فها هو السكون قد بدأ يخيم على كل الجوانح والنجوم الساهرة طوال الليل وكأنها تأبى أن تحرس القمر والنهار وكأنه يختلس جفون الليل خلسة، بعدما أدركت العيون النعاس والقلب يظل يصارع العقل في عراك تاريخي مديد والخيال بات يطوف مع كل نبضة ونبضة. الروح يكاد يخترق الجسد ليلتئم بالجروح والوحدة تحاول أن تمتص سكون أعصابي بكلمات  تموت على الفراق. وها هو الليل ينهزم في سبات عميق والنهار يحل من دون سلام، ولكن الداء يدوم من دون دواء. حينها فتحت عيني ولم أتذكر من أنا، كمجنون مزقته صاعقة النسيان والتهمته شفاه الموت، كفراشة عضة جناحيها ضفادع الأفكار. وانأ أتخبط بين الحين والأخر وأتهرول شمالا وجنوب، وعلى مسامعي تدق ضجيج المعامل، بكاء الصغار الجياع وخرير مياه النفوس البخيلة وصفير رياح الإحزان يملئ كل خلايا أحلامي وأروقة لحظاتي.

حينها فتحت نظري لأرى من خلف جبال من الدموع التي تكدست على جفوني، وكحلتها بالضباب القاتم، لأتعرف على نفسي فأشلاء أفكاري لا تساعدني على التفكير، ودقات قلبي لا تناجيني من الموت لأستلهم المعرفة من الحياة. أردت الوقوف على جوانحي المكسورة والمغمورة تحت الأنقاض لألملم بقايا حطامي المبعثر هنا وهناك. حينها نادتني ذكريات الأيام وصرخت فيا من الأعماق، وتركتني في عالم مجهول تتقاذف فيه حمم الإحزان من كل صوب. حينها حملت قلمي المحترق الولهان والذي دهسته إقدام الحروب وأفزعتها قوانين الغاب وبدأ ينزف جرحا ودماً، لعلني أتذكر شيئا من مسيرة حياتي الضائعة، وانأ اسكب بهواجسي على أشلاء جسدي المتقطع والغارق بين المجازر والويلات، لكن من دون جدوى فقلمي تاب ويأس عن الكتابة، وتركني ورحل خلف الزمان.

 فتحت عيني بعدما جفت جفوني لأرى ما يجري هناك خلف الأفق البعيدة وخلف المحيطات الواسعة بين غابات البشر وخلف بحور الحضارات المتموجة. فتراء لي بيت مهجور وعتيق، دخلته بفؤادي فلم أرى من شدة الظلام الدامس سوى شمعة فؤاد فقيرة تتنفس بضوئها الخافض الذي يكاد يضيء جوانحها الجائعة الميتة والتي ملأتها المجاعة، الأسى، الحرمان، المجازر،الدمار والخراب. حيث يتراى لك بين ثناياها حطام القرى والمدن المهجورة والمحروقة والتي داهمتها نيران الجشع، الحقد، الغطرسة. والشوارع المغمورة بالدماء والجثث المترامية هنا وهناك، على الأرصفة والتي هرستها عجلات الموت ومزقتها صواعق النوايا المدمرة.  ورياح الفقر التي تعصف بالنفوس الباردة والجامدة وهي تلهو بالضمائر وتشتري الأذهان الجائعة وبقايا  أشلاء القلوب المتسولة التي تتقرقع وتتأوه تحت أقدام الاحتلال والعدوان، بصراخها الذي يملئ كل خلايا الغرفة ويجتازها، لتدوي بصداها في الوديان والجبال والسهول. حينها حملت شمعة فؤادي التي تساقطت من الحزن والألم لأرى ما يجري في مخيلتي، عندها تراء لي صورة كانت معلقة على جدرانها. بقيت أتأمل تلك الصورة وللحظات طويلة لعلني أتذكر ملامحها في مخيلتي، لكن من دون جدوى. حاولت مرارا ولمرات عديدة وفي النهاية وبعد إن جمعت كل قواي الفكرية والنفسية وبعد تأمل وتفكير لامتناهي، تذكرت تلك الصورة،  لقد كانت صورة "خانه." تلك الفتاة الجميلة، الصغيرة، الرشيقة التي سافرة نحو الشمس.

 لقد صافحتها عندما كان الليل على الأبواب والقمر قد أكتمل ببدر فصدا صوتها ما يزال يدوي في الوديان، البحار، الأفق، القلوب والنفوس الدافئة. لقد كان عمرها يتراوح بين السادسة والسابعة عشرة، حينها كان والدها يحتل مكانه بين صفوف الحزب. لذا عمدت هي أيضا ولتعلقها الكبير بوالدها إلى الانضمام لصفوف الحزب وبدأت بالتوجه لساحة القيادة لتحتل مكانها ضمن الدورة التدريبية الخاصة التي كان القائد يتوقف عليها بنفسه. بعدئذ دخلت لدورة تدريبية عامة والتي كان معظم الرفاق الذين يحتلون مكانهم فيها من الرفاق الذين أتوا من ساحة الحرب وساحات الفعاليات السياسية في أوربا والمناطق الأخرى.

 فقد كانت الرفيقة خانه مرتبطة كثيرا بالقيادة وكذلك بوالدها ولعلى هذا الارتباط الكبير بالقيادة وبوالدها كان السبب الأساسي وراء انضمامها لصفوف الحزب. لأنها كانت مستعدة أن تضحي بكل ما تملك لأجل القيادة، بالمقابل فالقيادة كذلك ولصغر عمر الرفيقة خانه كان يهتم بها ويوليها المحبة والاهتمام وكذلك الرفاق القدامى الذين كانوا من حول القيادة فهم أيضا كانوا يقومون بمساعدة الرفيقة خانه وإعطائها التجارب في كافة جوانب الحياة.

 لم تلبث أيام وشهور على انضمام الرفيقة خانه لصفوف الحزب ولكنها كانت دائما تصر على التحاقها بساحة الحرب في أقرب وقت ممكن. رغم أن القائد لم يكن يرضى لعمرها الصغير بذهابها لساحة الحرب، ألا أن إلحاحها الشديد من ناحية ومن الناحية الأخرى تعلقها وحبها الكبير بوالدها كان يدفعانها على الإصرار والإلحاح للانخراط في ساحة الحرب والالتقاء بوالدها هناك بعد طيلة غياب وفراق.

كانت الرفيقة خانه البنت الوحيدة في العائلة، لذلك لم يكن الحزب يرضى بذهابها لساحة الحرب. لكن بعد محاولات الرفيقة خانه وإصرارها الكبير على الدخول لساحة الحرب، ما كان على القائد أن يلبي طلبها ويسمح لها بالتوجه لساحة الحرب. على أثر ذلك وفي سنة 1995 قامت بالتوجه نحو ساحة الحرب واحتلت مكانها بين صفوف الرفاق في منطقة كارى.

 ظهر وبشكل واضح خلال الأيام والشهور التي مرت على انضمامها لساحة الحرب، بأنها بعيدة عن حقيقة ساحة الحرب وطبيعة حياة  الكريلا. لكن كان ذلك بالنسبة لها طبيعيا، لأنها كبرت وترعرعت بين الحزب وبالقرب من القائد آبو، لذا كانت في كل علاقاتها طبيعية ولا تعترف بالقوالب ولا تراعي الحساسيات الموجودة ولا تبالها أية اهتمام. لأنها كانت شخصية منفتحة من ناحية التعامل وتستطيع التكلم ومصاحبة جميع الرفاق على السواء ومن دون التمييز بين الرفاق والرفيقات، من خلال الحياة التي تعودت عليها في ساحة القيادة وعن طريق تلك القوة والروح المعنوية التي كانت تتصف بها والتي لا تعرف شيء أسمه المستحيل.

 لذا لم تكن الفرحة والابتسامة تفارق وجهها الصبوح والنوراني وعندما كان المرء ينظر لوجهها كان يقول لنفسه وكأن هذه الدنيا ملك لها وخلقت لأجل أن تعيش فيها الرفيقة خانه بفرح وسرور. فلم تكن تشاهدها يوم من الأيام، عبوسة ومكسورة الخاطر. بل كانت تبتسم دوما كزهور الربيع التي تفوح منها العطور والعفة وهي تسعى من خلال ما تعيشه من قوة معنوية وسمات ما تندر أن تشاهدها عند سواها من الرفيقات وهي تجعل كل من حولها يحس بما يجول في داخلها من فرح، سرور وتفاءل في الحياة. لكن ما يجب أن نستوعبه جيدا بأن كل ما كانت تمتاز بها الرفيقة خانه ما كان ليترسخ ويطفوا داخل شخصيتها هكذا وعشوائيا، من دون الدور الكبير الذي لعبه القائد في تنشئتها، منحها الثقة والأيمان بشخصيتها ووهبها القوة المعنوية القادرة على تخطي العوائق وتحقيق المستحيل في الحياة.

 بعدما تعرفت على حقيقة الحب، العشق، المحبة والروح الرفاقية ضمن حركة حزب العمال الكردستاني. وعلى هذا الأساس وعن طريق الفترة الزمنية التي قضتها عند القائد والتي كانت بالنسبة لها بمثابة ولادة جديدة، قامت من خلالها بتكوين شخصيتها والاستفادة من كل الإمكانيات التي منحها القائد والحزب، من خلال تلك التدريبات التي كانت تعطى في المعسكر. تلك التدريبات والإمكانيات التي كانت تتواجد في ساحة القيادة، كان لها الأثر الكبير في نضوج وتكامل شخصية الرفيقة خانه.

 هذا من جانب ومن الجانب الآخر التربية التي كانت قد أخذتها من العائلة وخاصة من والدها، كان لها أيضا تأثير كبير على استيعابها السريع والكبير لكل ما  كانت تأخذه في تلك التدريبات التي كانت تعطى في المعسكر ومن قبل القائد. عن طريق خصالها التي كانت تمتاز بها وهي عدم الاستسلام للواقع المأساوي الذي كان يعيش فيه الشعب الكردي بشكل عام والمرأة الكردية بشكل خاص. لذا كانت تلك الخصوصيات التي كانت تتوافر لديها تمنحها المزيد من البحث والتنقيب عن تحقيق الجديد في هذه الحياة وعدم القبول والرضوخ للواقع الموجود. لأنها كانت قد توصلت بأن الواقع الموجود لن يستطيع تقديم أي شيء لها ولن يساهم في تحقيق التطور في المجتمع.

 وبكونها كانت امرأة كان حملها يزداد ثقلا وهناك مهمات كثيرة كانت تنتظر منها القيام بها، خاصة من خلال تنظيم المجتمع ومساعدة كل الرفيقات اللواتي تتواجدن في ساحة الحرب. من خلال تمرير التدريبات التي كانت تعطى في ساحة القيادة على أرض الواقع والتحدث عن حقيقة القيادة لكل الرفاق والرفيقات والعمل على تمثيل القيادة في الحياة العملية. لأن كثير من الرفاق والرفيقات كانوا يأملون اللقاء بالقيادة والدخول للدورات التدريبية التي كانت تعطى من قبل القائد، لأن تلك الإمكانيات التي سنحت للرفيقة خانه وكثير من الرفاق والرفيقات من أمثالها. لم تكن بالإمكانيات الهينة وكان كل الرفاق والرفيقات يأملون بأن تسنح لهم أيضاً فرصة ويقومون بلقاء القيادة ولو للحظات.

 تعلمت الرفيقة خانه من القيادة الكثير-الكثير، تعلمت حقيقة القيادة، الحب، المحبة والعشق والصداقة التي تغلف حياة الحزب ومن دون معرفة تلك الحقائق لن يكون هنالك شيء أسمه حياة أو ما شابه ذلك على أرض الواقع. لذلك ومع مراعاة كل التطورات التي كانت تحدثها تلك التدريبات التي كانت تعطى في ساحة القيادة، خاصة من جانب بناء الشخصية الكادرية والقادرة على التوقف على قدميها وفي كل مكان وزمان والتي كانت توهب العلم والمعرفة لمن حولهم وفي كافة جوانب الحياة. لذا كان لنضال وكفاح الرفيقة خانه وجميع الرفاق الذين أتوا من ساحة القيادة، تأثير كبير وبشكل واضح ومن كافة الجوانب العسكرية، السياسية، الأيديولوجية، العملية والحياتية في الحياة.

 فمن ناحية كنت تشاهد بداخلها روح الطفولة التي كانت تتمتع بها والذي كان يطفو في كل حركاتها وتقرباتها في الحياة ومن الناحية الأخرى كنت تشاهد فيها حقيقة العشق للحياة التي كانت تأبى أن تعيشها وبكل معنى الكلمة. لأنها وأثناء قيامها بأي عمل ما كانت تقول للرفاق من حولها؛ عندما أقوم بعمل ما يجب أن أقوم به بحرية تامة. بالرغم من صغر سنها وعدم امتلاكها تجارب في حياة الكريلا وحياة الحزب، لكنها كانت تقول يجب على من يشاهد مشيتي أن يعرف بأنني لست امرأة عبيدة أو امرأة تعيش ضمن قوالب وقيود وهي تظهر ذلك بوضوح من خلال  جميع الأعمال التي كانت تقوم بها وبعفوية وبحرية تامة. في جميع علاقاتها مع الرفاق كانت متواضعة وعفوية ولا تغلف نفسها بالقوالب والقيود، بل كانت تطلق عنان عواطفها لتطوف حرة وطليقة في كل عمل تقوم بها وهذا ما كان يثبت وبكل وضوح عشقها الكامل للحرية والحياة، التي كانت تكافح وتناضل باستمرار لأجل بنائها والعمل بما يخدم الحياة والإنسانية.

كذلك كانت علاقاتها مع والدها ترتكز على تلك المبادئ والعقائد التي تجسدت في داخلها، لذا فقد كانت علاقاتها مع والدها علاقات صداقة وأبوة في آن واحد، من دون التقرب حسب المجتمع والتقوقع ضمن القوالب التي تعيق المرء من التقرب بحرية ذلك من خلال التعرف على جوهر ومكامن الحياة وكيفية بناء العلاقات. كل هذه الصفات التي أمتازة بها الرفيقة خانة كانت تترك أثر كبير على جميع الرفيقات والرفاق الذين كانوا يعرفونها. فقد كانت تشغل حيزا كبيرا بينهم وعندما كانت تغيب من الوسط، كنت تشاهد ذلك الفراغ الناتج عن غيابه وبشكل واضح. ولا يستطيع المرء أن يغض النظر عن الدور الذي كانت تلعبها الرفيقة خانه في الوسط الذي تتواجد فيها. فضحكتها، صوتها، مرحها ومزاحها وكل ما تقوم به من حركات وأعمال عفوية، كان يشغل بال كل الرفيقات الذين تعودوا على وجودها بينهم والذي كان بمثابة منبع القوة المعنوية، المحبة، الروح الرفاقية.

لكن تبا للحروب والدمار والعدوان الذي كان وكأنه ينتظر لكي يختلس تلك الفرصة وهو يقوم بقرع طبول الحرب في كل مكان وبالتعاون مع الخونة الكرد للبدء بحملة تمشيطية كبيرة على جنوب كردستان. بعدما أفلحت المؤامرة الدولية في اختطاف القائد واعتقاله في سجن أمرالي.

 وكان الهدف من تلك الحملات التمشيطية هو القيام بتصفية الحزب أن أمكن ذلك وأن لم يمكن ذلك، عندها القيام بإلحاق ضربة قاضية للحزب وتضيق الخناق على الكريلا في كل ساحات القتال. لذا كانت سنوات 1999 - 2000 بمثابة سنوات حاسمة ومصيرية بالنسبة للحزب. فالمؤامرة الدولية على القائد آبو من طرف والحملات التمشيطية المستمرة والتي طالت كل المناطق والساحة من الطرق الآخر، كان يزيد الثقل أكثر على كاهل الحزب، الكريلا والشعب.

 كانت الرفيقة خانه من بين الرفيقات اللواتي كانتا على أهبة استعداد لأجل التضحية والفداء في سبيل تحقيق حرية القائد والوطن وبذل كل شيء في سبيل الوصول لتحقيق تلك الأهداف. فالبرغم من صغر عمرها وعدم قبول الرفاق لدخولها في المواجهات التي كانت تدار رحاها في منطقة كارى، ألا أن إصرارها الكبير وقرارها الحاسم كان أقوى من كل شيء. وكانت السباقة من بين رفيقاتها اللواتي توجهنا للقمة لكي تقومن بحماية الرفاق ودحر العدوان.

 قبل أن تبدأ المعارك بيننا وبين قوات الخونة والجنود الأتراك وبالرغم من إلحاح وإصرار الرفاق على تركها مكانها والتوجه إلى المكان الآمن الذي كان رفاق الكتيبة يتواجدون فيه. ألا أنها أصرت على البقاء في الجبهة الأمامية والقتال جنب إلى جنب مع الرفاق.

 كان والدها كذلك يحتل مكانه في تلك الحرب ولكنه كان في جبهة جبل "بيرس" أي بالمقابل من المكان الذي كانت الرفيق خانه تحتل مكانها فيه أي قمة "جبل أورهان". بدأت الحملة التمشيطية تتقدم وبدأ الاشتباك يشتد في منطقة بيرس، ألا أن الحرب لم تكن قد اندلعت بعد في قمة جبل أورهان. حينها صاحت الرفيقة خانه ونادت والدها  إسماعيل وقالت: ها هي الحرب تندلع ولا أعرف من منا سوف يستشهد قبل الآخر هل أنا أم أنت. على الرغم أن الرفاق والرفيقات اللواتي كانوا يحيطون بها نصحوها مراراً بأن لا تقول ذلك، لكنها جاوبتهم قائلة؛ بأن إحساسها يقول لها بأن شيء سوف يصيبها أو سوف يصيب والدها. لأنها كانت تمتلك أحساس عميق ولا يخطئ أبدا في التنبؤ بحدوث شيء قبل وقوعه.

 لم تلبث أن تمر لحظات على ما قالته الرفيقة خانه، إلا وشهدت طائرتان من طائرات الهليكوبتر الحربية التركية تحوم فوق رؤوسنا وهي تبدأ بقصف المكان الذي كانت تتواجد فيها الرفيقة خانه مع عدد من الرفاق. أستمر القصف لأربعين دقيقة وتحول المكان الذي كان الرفاق يتواجدون فيه لحطام يحترق بين ألسنت النار التي باتت تلتهب كل شيء طري ويابس. بات المشهد وكأنه نهاية فلم تراجيدي. النيران التي بدأت تشتعل بالعشب اليابس والأشجار بألسنتها التي كانت تطال السماء، أعمدة الدخان التي كانت تتصاعد من كل مكان وهي تموه كل شيء عن الأنظار ورائحة البارود التي كانت تنتشر في كل مكان.

لقد كان المشهد مرعب والأسوأ من كل ذلك كان استشهاد الرفيقة خانه وجرح العديد من الرفاق الذين كانوا معها ولم يكن من الهين علينا أن نقبل استشهاد الرفيقة خانه بهذه السهولة وفي ذلك المكان، لكن لم يكن هناك باليد حيلة. لقد كانت على صواب عندما كانت تقول بأن هذه الحملة لن تعد على خير وهي تخاطب والدها إسماعيل وتخبره بأن هذه الحملة لن تمضي على خير.

 بدأ الليل يخيم على الوديان وبدأت النيران تتراء أكثر في الظلام وبات الصمت يخيم في كل مكان وفي كل الوجوه. الواقعة كانت صعبة وقاسية على قلوب جميع الرفاق والرفيقات، استشهاد الرفيقة خانه من ناحية وجرح العديد من الرفاق في تلك الغارة لم يكن من السهل قبوله. كان الرفاق يستعجلون في المسير وكأنهم يتسابقون مع الليل لكي يصلوا للمكان المحدد لهم، بعدما قاموا بحمل نعش الرفيقة خانة فوق أكتافهم وأوصلوها لأسف القمة حينها كانت تلتقط أنفاسها الأخيرة وهي ترحل لعالم الخلود الأبدي. لم يكن بالمستطاع القيام بدفن الرفيقة خانه، لأن العدو كان يحيط بنا من كل الأطراف وكان يتوجب الاستعجال للوصول للقمة بعد طلوع الفجر لعدم الوقوع في اشتباك مع العدو في النار.

 لذا عمد الرفاق لإخفاء نعش الرفيقة خانه عن الأنظار، بعدما قاموا بوضعها بين جمدانية عسكرية وبطانية وقاموا بتمويهها ببعض الأغصان اليابسة وأوراق الأشجار لكي لا تقع بيد قوات العدو والخونة.

 استمرت الحملة العسكرية لمدة سبع أيام وكانت حصيلة خسائر العدو كبيرة بالمقارنة مع الشهداء والجرحى الذين سقطوا في تلك الحملة. بعد أن انتهى التمشيط توجه الرفاق لمكان استشهاد الرفيقة خانه وقاموا بالبحث عن جثتها التي قاموا بإخفائها. لكن لم تكن الجثة موجودة في ذلك المكان الذي أخبئه الرفاق فيه، لكن بعد بحث مستمر ولفترة طويلة من الزمن، تم العثور على جنازة الرفيقة خانه التي كانت قد دفنت في مكان آخر.

 قبل استشهاد الرفيقة خانه وخاصة أثناء الحديث بين الرفاق والرفيقات كانت دائما تقول للرفاق أذا استشهدت في أي مكان فما أسعاه منكم هو أن تدفنوا نعشي في منطقة كافيا، لأنها كانت مرتبطة بمنطقة كافيا ارتباطا كبيرا. وها قد تحققت وصيتها لأنها أستشهدة في كافيا والتي باتت تفتح لها صدرها لتحتضن نعشها النوراني.

لم يكن يعرف الأب إسماعيل باستشهاد أبنته خانه بعد، ولكنه مثل الرفيقة خانه كان قد رأى في منامه حلم وكان يصيب الرفيقة خانه مكروه في ذلك الحلم. لذا نستطيع أن نقول بأن خبر استشهاد الرفيقة خانه كان بمثابة الفاجعة والصاعقة بالنسبة للأب إسماعيل ولكل الرفاق والرفيقات، باعتبارهم لم يكونوا يصدقوا استشهاد الرفيقة خانه، بل كانت حية دائما في عيون الجميع ولم يكن أحد من الرفاق يقبل استشهاد الرفيق خانه وهم كانوا ما يزالون يؤمنون بوجودها حية بينهم وبأنها لن تموت أبدا. لأنها حية وستظل حية في قلوب الجميع.

 أثناء استشهاد الرفيقة خانه وعندما كانت تلتقط أنفاسها الأخيرة كانت تنطق وتلفظ أسم القيادة وأسم والدها معاً. لأنها كانت مرتبطة بهم كثيرا وكان انضمامها للحزب لأجلهم وها هي وقبل أن تغادر الحياة تأبى أن تهدي سلامها للقائد ولوالدها، لأن اللحظات الأخيرة من استشهادها كانت بمثابة معركة الموت والحياة وفي النهاية كان الفوز من نصيبها، لأنها قاومت الموت وحملت حقيقة العشق الإلهي والارتباط بالقيادة والشهداء والصداقة في قلبها الكبير وها هي تبحر نحو عالم الخلود الأبدي.

  ترك استشهاد الرفيقة خانه أثر كبير على الأعداء، لأنها أثبتت لهم بأن المرأة الكردية لا تستسلم وها هي تقاوم وتحارب وتسطر أروح ملاحم وأساطير البطولة والفداء. لذا نستطيع أن نقول ومن دون التطرق للمبالغة، بأن الرفيقة خانه كانت لون وحقيقة واضحة للحياة، لأنها وهبت كل ما تملكه لهذه الحياة ولم تكن ترضى بأن لا يكون لها دور في بناء وأعمار الحياة وهي تقوم بحمايتها وإنعاشها من كل صوب. أن كان ذلك من خلال ترسيخ فلسفة وأيديولوجية القيادة والحزب وتطبيقها في الحياة، أم من خلال تمثيل القيادة والسير على خطى الشهداء كرائدة من رواد الحرية وفي كل خطوة كانت تخطوها في الحياة. لذا كانت ترتكز علاقاتها على المحبة والحب المتبادل والتواضع ورحابة الصدر الذي كانت تحتضن به كل القلوب المتعطشة للحرية.

 كل هذا كان يفتح المجال لكي يتقرب كل الرفاق والرفيقات وبكل حرية من الرفيقة خانه ويزداد ثقتهم بها وفي كل شيء. بالإضافة إلى جوهر الطفولة التي كان يتحلى بها الرفيقة خانه. فعلى سبيل المثال كان لوالدها جدي صغير وكان قد سماه "شيرين" أي باسم "خانه" الحقيقي. وكان دائماً يناديها وفي كل الأوقات بهذا الاسم، أي باسم شيرين وكان يمرح معها. لذا كانت الرفيقة خانه تغار من ذلك الجدي وهي تخاطبه قائلة؛ لقد أخذت مكاني وها أنت تأخذ مني أسمي وأبي. وهي بين الحين والآخر تقوم بالشجار معها. عندها كان يخاطبها والدها قائلا:

 أن عمر تلك الجدية قصير ولكن عمرك أطول بكثير من عمرها، لذلك لا داعي للتشاجر مع الجدية وكوني مطمئنة البال لأن مكانك عميق وطويل، لأنك تسكنين أعماق قلبي وفي صميمي. لكن استشهاد الرفيقة خانه كان بمثابة جرح عميق في صميم والدها، لأن خانه أستشهدة ولكن الجدية بقية حية. لذا عندما كان والدها ينظر لتلك الجدية، كان دائما يحدث نفسه قائلا؛ كنت أظن بأن عمر أبنتي خانه أي (شيرين) سوف يكون أطول من الجدية "شيرين" ولكنني لم أكن أعرف بأن عمر الجدية سوف يكون أطول من عمر أبنتي شيرين.

 كانت علاقات الرفيقة خانه مع والدها علاقات حميمة وتكتنفها الصداقة والمحبة مع مراعاة جوهر التنظيم والحزب في تلك العلاقات.

 لذا وبالرغم من إصرار الرفاق لكي تذهب وتلتقي بوالدها، لكنها كانت تتردد في الذهاب قائلة؛ بأنها لا تريد أن تنقد من جانب الرفاق عن طبيعة العلاقات بينها وبين والدها. لأنها كانت تأبى بأن تكون علاقاتها مع والدها أيضا ضمن الإطار التنظيمي وتستند لمقاييس الحزب مخاطبة الرفاق من حولها؛ بأن هنالك وقت للمزاح ووقت للتصاحب ووقت للتنظيم ومن الأحسن أن يكون كل شيء في مكانه وزمانه. ولارتباطها الشديد بوالدها كانت تقوم في كل يوم وتستغل الفرصة لكي تشاهد والدها الذي كان يحتل مكانه ضمن السرية التي كانت تتمركز بالقرب من سريتهم، وعندما كان يمضي يوم ولم تشاهد فيه والدها كانت تقول للرفاق بأنها لم تشاهد والدها في ذاك اليوم. لذا عندما غادر والدها منطقة كافيا بعد استشهادها، كان يقول لجميع الرفاق بأنه يغادر كارى ولكنه يترك قلبه وروحه في كافيا.

طبيعة العلاقات التي كانت بين الرفيقة خانه ووالدها كان يؤثر على كل الرفاق والرفيقات، لأنها كانت علاقات أبوة وصداقة في نفس الوقت. فقد كنت تشاهد من ناحية الجانب المؤلم الذي يتأثر به المرء في طبيعة تلك العلاقات بين الرفيقة خانه ووالدها، بالمقابل كنت تشاهد الجانب الذي يوهب المرء القوة، الثقة والزخم المعنوي الذي يفيض بالأمل والمحبة.

فبالرغم من أن الرفيقة خانه كانت تلاقي صعوبات جمة من الجوانب الجسدية والذي كان يظهر بوضوح في مسيرتها ونضالها بين الحزب والثورة، لكنها لم تكن تتردد وتماطل يوم من الأيام في تحقيق مهامها وعلى أكمل وجه. وكانت تساعد رفاقها ورفيقاتها وتقوم بتشجيعهم  ومساعدتهم على تجاوز جميع الصعوبات التي كانوا يواجهونها في الحياة ولم تكن تستسلم أبدا للواقع المأساوي الذي كانت تعيش فيها المرأة الكردستانية والشعب الكردي. لأنها كانت تمتلك فلسفة تنطق وتسموا بالحرية  وتستند للمقاومة والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل التحرر من قيود الظلم والعدوان. عن طريق ابتسامتها ومعنوياتها العالية وهي تتخطى بها كل الحواجز والمصاعب التي كانت تعتقل دربها، والتي كانتا بالنسبة لها بمثابة سلاح المقامة والنضال في سبيل تحقيق المستحيل. لذا نستطيع أن نقوم بأن كل ما كانت تتمتع به الرفيقة خانه من كبرياء، عظمة، فلسفة، أيديولوجية وتضحية كان بمثابة أغنيتها التي كانت ترددها دائما في الحياة.

 تلك الألحان والأنغام التي سيظل صداها يدوي في كل مكان وزمان وهي تتنهد رنين نبراتها وتتوهج على أوتار نجمة الصباح وتبعث بنورها الساطع لينير كل خلايا الكون والحياة المظلمة وهي تستلهم منها الدفء، الحنان والأمل. ناديتها فلم أسمع ألا صدا صوتي. حينها أنظرت في وهلة من الصمت وغمضت عينا يا لعلني أتخيلها في الحلم، لكن حينما فتحت عيني فجأة فلم أراها ولم ألمح صورتها، لكن صدى صوتها كان ما يزال يرن في آذاني. حينها نظرت بتمعن ووجهة بناظري لكل الزوايا لعلني أجدها أو ألمح صورتها أو ألتقط صوتها ووقع آثار خطاها، لكن من دون جدوى. عندها ناديتها وبأعلى صوتي حتى استيقظ العالم بأكمله على صرختي وفاق الكون من سباته الطويل لقوة صراخي. ولكن "خانه" لم تكن تسمعني. عندئذ تدنيت من صورتها المدونة في صفحات ذاكرتي وحملتها بين راحتي يدي فتراء لي وجهها المشرق وكأنها زهرة ربيع نائمة لم يحل الصباح كي تستيقظ من وطأة الليل الطويل وآلام الدهر القاسية.  كانت تبتسم وهي نائمة،  تأملت في عينيها فرأيت فيها الكثير... الكثير...

 رأيت فيها الإخلاص, الوفاء، التضحية، الحب، الإخاء، الصداقة، الأمان، الدفء، السلام والابتسامة الحقيقية. كانت عيناها تتراء وكأنها مرآة تعكس لنا حقيقة كل شيء جميل في الحياة وهي تحيطنا بجمال الحرية ومعناها الحقيقي وتخاطبنا في همس  وصمت وتأني. ها هي الأيام واللحظات التي تجري كما الأنهار والينابيع والفراشات تطير وتحوم من زهرة لأخرى وكأنها تنشر السلام والمحبة في كل أرجاء الطبيعة الخلابة والزاهية. تلك الكلمات التي كانت تنطق بها خانه وهي تقاوم الموت وتصارع العدوان والخيانة بأنفاسها التي كانت تهبط وتنزل كأمواج البحر الهادئة عندما تقترب من الشواطئ وهي تتأمل مكامن الوجد والوجوه للوهلة الأخيرة، كان كل  شيء يمر في مخيلتي كحلم ونهاية تراجيدية. هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى وبالرغم من كثرة تعداد العدو وكثرة عتاده التي لم تكن تعدى وتحصى، فقد كان يهرع من ساحات الوغى كقطيع الغيوم التي ضربها الرعد والبرق وشتتها ارباً اربا. نعم يا خانه لم أنسى صورة وجهك الهلالي والربيعي الذي كان يشع كالشمس بين سحب دخان الليل الدامس ورائحة البارود. وأنت ترسمين لوحة الشهادة بأحرف من دم وبهواجس لا تعترف بالموت والنسيان.

 تلك الدقائق التي كانت تمر كمرور الخيال في الذاكرة وكمرور الأحلام بومضات حية على مسارح الزمن الغابر وهي تنادي القمر، النجوم، الحياة والكون وتتوعد بميعاد سعيد وبداية جديدة تجتمع فيها كل اللحظات والأيام على مسرح التاريخ. ذلك التاريخ الذي يكاد يكون كالبحر في ذاكرته والحب بمده وجزره وهو يحتضن كل الأزمان، الأوطان والثقافات.

لذا فمن لا يتذكر خانه تلك الزهرة التي تفتحت بين ربوع الشهادة والبطولة، وباتت تترعرع في صميم قلوب الملايين من الأحباب والأصدقاء، وهي تغني أغنية اللقاء والتسامح والحرية وتغرد كالبلابل في كل الأوقات والأزمان، تاركة أثرا وصدى يدوي بين الأرجاء، وهي تخاطب الجبال،السفوح وتخاطب الليل، النهار، الحياة والمستقبل بإشراقة الطفولة وبأيمان وعزيمة الثوار والأنصار. عالية كعلو السماء، صافية كصفاء المياه وجميلة كجمال الطبيعة. خانه الأيام والزمن والكتابة تدونك تاريخ على جدران القلوب وأنت تنيرين دهاليزها المظلمة كنبراس يهتدا به لطريق الحرية والجمال.

خانه سوف أخاطبك بلغة الحرية لغة أوجلان التي تنبض في القلوب والعقول. لغة العصافير والبلابل ولغة الجبال والسهول الخضراء التي ترسم الربيع في النفوس وتزينها بالوداد. تلك اللغة التي تحيي الأموات وتدون التاريخ المنسوخ والحياة التي لا تعترف بالمستحيل والموت، بل تخلق الإنسان الذي ينطق بالحق والحرية وهو يبني نفسه من جديد ليرسم لوحة تنطق بالمحبة، السلام والوفاء. تلك العيون التي كنت تنظرين من خلالها للعالم والطبيعة والتي تكحلت بالشفق والضياء وأنت تسافرين على أمواجها لعالم الخلود والملائكة، تاركة عالم النسيان والضياع يركع بين أيديك الطاهرتين، ليذوب وينتهي إلى الأبد.

 لم أنتهي بعد من سرد كلماتي التي كنت أود أن تسمعها خانه بأكملها، ألا وبدأ دفء روحها ومحبتها ينساب لشرايين الأنفاس وهي تدخل عالم لا حدود له. حينها لم يتمالك قلبي نفسه فبكت جفونه دمعا على فراقها ورحيلها. وأنا أحملها على كتفي كما احمل جبل من الأحزان، بخطايا التي كانت تتخبط من الألم وهي لا تعرف إلى أين تسير، كأنها اعتصمت الحداد لفراقها.

 وعينيا اللتان كانتا ما تزال تبصر في عينيها لم تكن تأبى أن تأتي ساعة الفراق وحمم الأشواق تتقاذف في خلدي. ودعتني وعانقتني بنظراتها العميقة بعمق البحار والبريئة كبراءة الطفولة والساكنة كسكون الليل. وهي تسحرني لأفتح عيناي وأرى جمال الحياة، الدنيا والطبيعة بينها من جديد وأتعرف على حقيقة الصداقة، الوفاء والفداء وأنا أقرأ إسرار الوجوه والوجود. بعدما هرع النوم من جفوني وتركتني مسارح الأحلام في مهب رياح الوجود لأسقط على بساط الواقع، وما زالت عينيا تدمع لفراقها المميت.

 
 
 
 
 
 

Malpera Fermî ya Şehîdan

Malpera Fermî ya PKK'ê

Gerilla TV

yjastar logo

aba abna kitap
 
 
 
 

reberapotarzاسلوب القيادة

ماذا القيادة عظيمة إلى هذه الدرجة؟ لأنها ومنذ البداية ابتعدت عن هذا المجتمع القديم ابتداءً من أحضان الأم وحتى الدولة، هروب ورد فعل. رد فعل حتى استطاع بناء أيديولوجية وتحقيق أهدافه عن طريق حربه هذه، لماذا لا تتعلمون هذه الأمور فهي واضحة للعيان؟ لا ترددوا نحن جدد ونحن جيدون، فأنا بدأت حربي في السابعة فهل من الممكن أن أتصرف حسب  شخصيتي، فلم أكن لدقيقة واحدة  مثلكم، كنت كالنار المضرمة في الهشيم لا في حربي فقط بل كذلك في أي عمل يبرز أمامي. 

120x180-cemal arkadas_kritik_asama1ستنتهي مرحلة السلام إن لم تتخذ أي خطوات بعد الانتخابات

إن القائد عبدالله أوجلان كشف عام 2013 من خلال رسالة في نوروز آمد عن مرحلة جديدة، مرحلة السلام والحل الديمقراطي حيث تم إعلانها من خلال ثلاث مراحل: المرحلة الأولى تم فيها وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الكريلا من شمال كردستان وهي الخطوة الأولى التي تم الالتزام بها، وقمنا بالإعلان عن وقف إطلاق النار وانسحاب قواتنا من شمال كردستان. المرحلة الثانية كانت لاتخاذ خطوات قانونية ودستورية، وكانت من إحدى الوظائف التي تقع على عاتق الدولة التركية، إلا أن الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية لم تقم بمسؤولياتها، أي أنها لم تباشر بهذه المرحلة، لهذا ما تزال مرحلة الحل الديمقراطي في تراوح في الخطوة الأولى. هذا ورغم انتهاء المرحلة الأولى إلا أن المرحلة الثانية لم تبدأ بعد، السؤال هو لماذا؟ لأن حكومة حزب العدالة والتنمية لم تفي بوعودها في هذه الناحية، صحيح أن مرحلة الحل الديمقراطي لم تصل إلى مرحلتها النهائية إلا أنها أديرت من طرف واحد من قبل القائد عبدالله أوجلان وحركتنا، وبدون شك فالقضايا لا تحل من طرف واحد. لكن بالمحصلة فإن اتخاذ خطوات بعد الانتخابات هو أمر إيجابي وإن لم تتخذ ستنتهي المرحلة. الخطوات يجب أن تتخذ مباشرة في اليوم الثاني من بعد الانتخابات وإذا تأخر اتخاذ تلك الخطوات خلال أسبوع أو أسبوعين، فعلى الجميع أن يدرك بأن المرحلة انتهت.

cuma arkحملة الخامس عشر من أب صرخة ضد الموت

لقد تطورت حملة الخامس عشر من آب في ظروف الاستعمار الفاشي نظام الثاني عشر من أيلول. هذا النظام كان قد تلقى ضربة من سجن امد. هناك قامت حركتنا ورفاقنا بالحاق هزيمة بالاستعمار التركي نتيجة المقاومة التي قاموا بها في سجن امد. إن الرفاق قاموا من خلال المقاومة التي أبدوها في سجونهم بالسير بهذا النظام نحو الهزيمة، وجاءت عملية الخامس عشر من آب لتفضح النظام وتضربه الضربة المميتة. إن حملة الخامس عشر من آب كانت السبب لان يقوم النظام بتغيير موقفه بشكل سريع. لقد قمنا بتقديم حرب من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة . حملة الخامس عشر من آب تعني هذا بالكامل. الخامس عشر من آب فتحت طريق العدالة والديمقراطية والحرية في كل من كردستان وتركيا. إن حملة الخامس عشر من آب قامت بايقاف عمليات التعذيب. واوقفت عمليات الاعدام،  وفتحت أبواب السجون المغلقة. وصول كل من سليمان ديميرال واجويد الى الحكم كان نتيجة هذه، انهم مدينون للقائد آبو. لولا هذه الحملة لما خرج احد منهم من السجون وربما كانوا قد ماتوا في السجون.بعد قفزة الخامس عشر من آب قاموا بفتح مكاتب جميع الأحزاب التي  أغلقوها بعد إنقلاب 12 أيلول الفاشي، محاولة منهم لمنع تأثير هذه الحملة على المجتمع التركي

 
 

hakikat1

ما هي الحقيقة؟

الحقيقة هي طبيعة الأشياء. طبيعة الشيء تبين حقيقته. الشيء الغير طبيعي لا يمكن وصفه بالحقيقي، أنفكر جميعنا بالشيء نفسه بشأن الحقيقة؟ ما هو إدراكنا بشأن الحقيقة؟ هل يمكن أن يكون للحقيقة أكثر من تعريف؟ إن كان الأمر كذلك، أي إن كان للحقيقة عدة تعاريف

gellaالليلة العاصفة

هل تتوقع أن تصل على حافة الموت وتنجو منها بصعوبة وبعض عدة ساعات، تصبح تلك اللحظات مجرد ذكراة بل وحتى  في  كثيرة من الأحيان تصبح ذكراة مضحكة.في كانون الأول تم فرز كتيبتنا إلى تل هكاري بعد أن انهينا الدورة التدريبية لاكاديمية شهيد محمد كوي، بدأ المسيرة حوالي الساعة الثاني عشر وكان الثلج قد بدأ بهطول.

sehitbahozعاشق كردستان وألوان الوطن

ندما يأتي الربيع أتذكر حيويته وعشقه لهذا الفصل  الذي كان دائماً ينتظره بفارغ الصبر... كان يعلم أن الربيع وحده يحمل ذلك الجمال الذي يشتهي أن يتذوقه كل الأيام... كان صالح يملك الكثير من الخصال تجعله موضع ثقة الكثيرين وموضع إعجاب ومحبة الأهل والأصدقاء والعائلة... مثالاً لذلك الذي يمنح ما يستطيع لإسعاد الآخر...

makuجغرافية ماكو

تقع ماكو في شرقي كردستان حيث تحتل الزاوية العليا في المثلث الحدودي بين دول آذربيجان وأرمينيا وتركيا وتقع بالتحديد في أسفل منطقة كلي داغ تحدها من طرف الآخر للحدود بازيد التي تقع في شمالي كردستان وهي ناحية مرتبطة بآكري، ويقابلها في آذربيجان مدينة نجوان

 
 
 

xweseriya demokratkالديمقراطية الذاتية ومخاوف الدولة

الديمقراطية تعبر عن اللادولتية. الديمقراطية هي إدارة وحكم الشعب الذي لم يتحول إلى دولة، نادى الشعب الكردي المميز بمكانة هامة والمعتبر من أحد أقدم شعوب الشرق الأوسط بالديمقراطية الكونفدرالية منذ نوروز عام 2005. 

hevale egitعكيد القائد الرمز لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني

أجري فرز وحدة كبيرة إلى إيالة بوطان. وتقرر بأن ذهاب الرفيق عكيد أيضاً إلى بوطان سيكون مناسباً. فالمقرر كان هو أن ينضم الرفيق عكيد إلى المؤتمر إن تمكن من إيجاد الطريق واجتياز الحدود

mesa kurtنهاية رحلة قصيرة

وصلت بنا الأيام إلى اشهر الخريف، لنودع  "زاب" بأيامه الحارة، فزحف الاصفرار المتثاقل على الطبيعة الخلابة، كأنه كهل يلاقي الصعوبة في الحركة، وساد اللون الأصفر على كل ما هو اخضر رويداً رويداً، حتى اصبح هو اللون السائد بدون منازع

 
         
 

sehid redur

وسام على صدر كردستان

إذا سألنا الشتاء ماذا يدل على قدومك فسوف يقول المطر. وإذا سألنا الربيع ماذا يدل على قدومك سيقول الورود. وإذا سألنا الكون ماذا يدل على براءتك فسوف يقول الشهادة. فأنت يا أيها العظيم، يا من تكمن في الورود، يا من تكمن في قطرات المطر

sehit xaneالزهرة التي تفتحت بين ربوع الشهادة والبطولة 

حينما رحلت الشمس وتركت لنا أذيالها، بدء شبح الليل رويدا- رويدا يتسلل مع أصوات البوم ونقيق الضفادع وعواء الذئاب ونباح الكلاب. فها هو السكون قد بدأ يخيم على كل الجوانح والنجوم الساهرة 

120x180-kurdistanli olmakقناديل الروح

كل ثورة تبني على ميراث شعب أختار درب المقاومة و الحياة كل مقاومة يكون درعاً للحفاظ على أعلى القيم المعنوية و المادية المقدسة. وما حقيقة ثورتنا إلا فلسفة الحياة الحرة التي خلقت من العدم و أصبحت صاحب أعظم قيم تاريخية.